حوار مع عصوم ...

مشرفه عدد الرسائل : 48 تاريخ التسجيل : 11/07/2008

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صل على محمد وال محمد و عجل فرجهم يا كريم

حوار مع أمير المؤمنين عليه السلام

* سيدي يا أمير المؤمنين أخبرنا كيف نخالط الناس ؟

قال عليه السلام : ( خالطوا الناس مخالطة إن متم معها بكوا عليكم و إن عشتم حنوا إليكم )

* سيدي يا أمير المؤمنين أخبرنا عن هذا الزمان ؟

قال عليه السلام : ( أيها الناس , إنا قد أصبحنا في دهر عنود , و زمن كنود يعد فيه المحسن سيئا , و يزداد الظلم عتوا و لا ننتفع بما علمنا و لا نسأل عما جهلنا و لا نتخوف قارعة تحل بنا فالناس على أربعة أصناف :
منهم من لا يمنعهم الفساد إلا مهانة نفسه و كلالة حده .. و منهم الصلت لسيفه , و المعلن بشره و المجلب بخيله و رجله .. و منهم من يطلب الدنيا بعمل الآخرة و لا يطلب الآخرة بعمل الدنيا .. و منهم من أبعده عن طلب الملك ضؤولة نفسه و انقطاع سببه , فقصرته الحالة عن حالة , فتحلى باسم القناعة و تزين بلباس أهل الزهادة. )

* سيدي يا أمير المؤمنين إنا لنرى المعاصي قد كثرت و الحسنات قد قلت و كثر العاصون و المذنبون و قل الطائعون و المحسنون , فما قولك لنا ؟

قال عليه السلام : ( الحذر , , الحذر . . فوالله لقد ستر حتى كأنه قد غفر , فلتكن الدنيا في أعينكم أصغر من حثالة القرظ و قراظة الجلم و اتعظوا بمن كان قبلكم , قبل أن يتعظ بكم من جاء بعدكم و ارفضوها ذميمة "أي الدنيا" فإنها رفضت من كان أشغف بها منكم , و عليكم بالصبر فإن الصبر من الإيمان كالرأس من الجسد )

* سيدي يا أمير المؤمنين نشكو إليك قلوبنا فتارة نراها مقبلة و تارة نراها مدبرة ؟

قال عليه السلام : ( إن للقلوب إقبالا و إدبارا , فإذا أقبلت فاحملوها بالنوافل , و إذا أدبرت فاقتصروا على الفرائض)

* سيدي يا أمير المؤمنين أخبرنا عن الرزق و أحواله ؟

قال عليه السلام : ( الرزق رزقان , رزق تطلبه و رزق يطلبك , فإن لم تأته أتاك فلا تحمل هم سنتك على هم يومك .. كفاك كل يوم على مافيه , ولن يسبقك إلي رزقك طالب , و لن يغلبك عليه غالب , و لن يبطئ عنك ما قد قدر إليك )

* سيدي يا أمير المؤمنين و ماذا عن البخيل و المتكبر ؟

قال عليه السلام : ( عجبت للبخيل يستعجل الفقر الذي منه هرب و يفوته الغنى الذي إياه طلب , فيعيش في الدنيا عيش الفقراء و يحاسب في الآخرة حساب الأغنياء .. و عجبت للمتكبر الذي كان بالأمس نطفة يكون غدا جيفه )

* سيدي يا أمير المؤمنين في ختام هذا الحوار هلا أوصيتنا ؟

قال عليه السلام : ( نحمده على ما كان , و نستعينه من أمرنا على ما يكون و نسأله المعافاة في الأديان كما نسأله المعافاة في الأبدان . .
عباد الله . . أوصيكم بالرفض لهذه الدنيا التاركة لكم و إن لم تحبوا تركها و المبلية لأجسامكم و إن كنتم تحبون تجديدها . .
فلا تنافسوا في عز الدنيا و فخرها و لا تعجبوا بزينتها و نعيمها و لا تجزعوا من ضراءها و بؤسها , فإن عزها و فخرها إلي انقطاع , و إن زينتها و نعيمها إلي زوال و ضرائها و بؤسها إلي نفاذ و كل مدة فيها إلي انتهاء . .
أو ليس لكم في آثار الأولين مزدجر و في آبائكم الأولين تبصرة و معتبر إن كنتم تعقلون ؟! أولم تروا إلي الماضين منكم لا يرجعون و إلي الخلف الباقين لا يبقون ؟ أولستم ترون أهل الدنيا يصبحون و يمسون على أحوال شتى : فميت يبكى , و آخر يعزي , و صريع مبتلى , و عائد يعود , و آخر بنفسه يجود , و طالب للدنيا و الموت يطلبه , و غافل و ليس بمغفول عنه و على أثر الماضي ما يمضي الباقي .
ألا فاذكروا هادم اللذات و منقص الشهوات و قاطع الأمنيات عند المسأورة للأعمال القبيحة و استعينوا الله على أداء واجب حقه و مالا يحصى من أعداد نعمه و إحسانه .)

أشكركِ عالموضوع الرائع

ربي لا يحرمنا منك ويعطيكِ الف عافيه